العوامل البشرية في توزيع السكان ونموهم وخصائص الهرم السكاني في العراق

تمهيد:

بعد أن تناولنا في المحاضرات السابقة العوامل الطبيعية التي تؤثر في توزيع السكان في العراق، ننتقل الآن إلى العوامل البشرية التي تساهم في تركز السكان في مناطق دون أخرى، بالإضافة إلى شرح شامل عن نمو السكان وخصائص هرم السكان الفتي في العراق، وكل ذلك مع ربطه بالأسئلة الوزارية.

أولًا: العوامل البشرية المؤثرة في توزيع السكان في العراق

🔸 السؤال الوزاري:

ما الظواهر أو العوامل البشرية التي ساعدت على انتشار السكان في العراق؟

🔹 الإجابة:

تتمثل العوامل البشرية المؤثرة في توزيع السكان في العراق في ثلاثة عوامل رئيسية:

1. النشاط الاقتصادي:

• التعريف: يشمل الزراعة والصناعة والخدمات، إلا أن الصناعة والخدمات أصبحت تهيمن في العصر الحديث.
• التأثير: أدى وجود الأنشطة الصناعية والخدمية إلى تكتل السكان حول المدن الكبرى بحثًا عن فرص العمل.
• أمثلة:
  • بغداد – مركز إداري واقتصادي كبير.
  • الموصل – منطقة صناعية وتجارية.
  • البصرة – مدينة نفطية وميناء بحري.
  • أربيل – مركز سياحي وتجاري في إقليم كردستان.

2. العامل الديني:

• المدن الدينية مثل:
  • النجف (مرقد الإمام علي عليه السلام).
  • كربلاء (مرقد الإمام الحسين وأبي الفضل العباس عليهما السلام).
  • سامراء (مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام).
  • الكاظمية (مرقد الإمام موسى الكاظم عليه السلام).
• هذه الأماكن أصبحت مراكز للتجمعات السكانية نتيجة لقدسيتها وزيارتها الدينية المستمرة.

3. العامل التاريخي:

• المدن التاريخية التي نشأت فيها الحضارات القديمة لا تزال تحتفظ بجاذبيتها.
• أمثلة:
  • الحلة: وريثة بابل.
  • الناصرية: وريثة أور.
  • نينوى – الموصل: من أقدم المدن الأشورية.
  • سامراء: تطورت من مدينة سرّ من رأى.
• هذا الإرث التاريخي جعل من هذه المدن مراكز استيطان منذ آلاف السنين.

ثانيًا: نمو السكان في العراق

🔸 السؤال الوزاري:

ما سبب زيادة عدد السكان في العراق حسب التعدادات السكانية؟

🔹 الإحصائيات التاريخية:

• عام 1947: 4.8 مليون نسمة.
• عام 1997: 22 مليون نسمة.
• عام 2008: 29 مليون نسمة.
• عام 2019 (آخر تعداد): 39 مليون نسمة.

🔹 أسباب زيادة عدد السكان:

1. تحسن الواقع الخدمي والصحي.
2. ارتفاع معدل الولادات.
3. انخفاض نسبي في الوفيات.
4. التطور الصناعي والتكنولوجي.

🔸 سؤال وزاري:

ما سبب زيادة سكان الحضر وانخفاض سكان الريف بين عامي 1947 و2006؟

🔹 السبب:

• انتقال السكان من الريف إلى المدينة بسبب:
  • قلة فرص العمل في الزراعة.
  • توجه الناس للعمل في القطاع الصناعي والخدمي.
• هجرة داخلية من الريف إلى الحضر بحثًا عن تعليم أفضل وخدمات صحية وفرص عمل.

ثالثًا: خصائص هرم السكان الفتي في العراق

🔸 سؤال وزاري مهم:

ما خصائص هرم المجتمع الفتي في العراق؟

🔹 تعريف الهرم الفتي:

هو الهرم السكاني الذي تكون فيه القاعدة عريضة وتشير إلى وجود عدد كبير من السكان أقل من عمر 14 سنة، وتقل فيه أعداد المسنين.

🔹 أهم خصائص هرم السكان في العراق:

1. قاعدة عريضة:
   • تشير إلى ارتفاع معدل الولادات.
   • تبلغ نسبة السكان دون سن 14 عامًا نحو 44.8% من إجمالي السكان.
2. قمة مدببة (ضيقة):
   • تشير إلى قلة عدد السكان الذين أعمارهم فوق 65 عامًا.
   • نسبتهم لا تتجاوز 3.4% فقط.
3. تفوق الذكور على الإناث في عدة فئات عمرية:
   • من عمر أقل من سنة إلى 4 سنوات.
   • ومن عمر 15 إلى 19 سنة.
   • وكذلك من عمر 20 إلى 25 سنة.
   • وفي فئة 45 إلى 49 سنة.
4. ارتفاع نسبة الذكور في الفئات الداخلة في الخدمة العسكرية:
   • مما يعكس التركيبة السكانية وتأثيرها على القوى العاملة.
5. نسبة النوع (Sex Ratio):
   • تصل إلى 100 ذكر لكل 99 أنثى.
   • وهي عكس النسبة العالمية التي تكون عادة من 100 إلى 105 ذكور لكل 100 أنثى.
6. أسباب انخفاض أعداد الذكور مقارنة بالإناث في بعض الفئات:
   • الحروب.
   • الهجرة الخارجية.

خاتمة:

تُظهر دراستنا للعوامل البشرية ونمو السكان وخصائص هرم المجتمع الفتي في العراق أن العراق يمتلك تركيبة سكانية شابة، وهو ما يشكّل فرصة ديموغرافية كبيرة يمكن استثمارها في التنمية. كما أن العوامل الاقتصادية والدينية والتاريخية لها دور مباشر في رسم خريطة توزيع السكان داخل الدولة.

✅ مراجعة سريعة للأسئلة الوزارية: