استخدامات الأراضي الزراعية (الدرس الثالث – فصل جغرافية الزراعة)
أولًا: تعريف استخدام الأرض الزراعية
يُقصد باستخدام الأرض الزراعية الطريقة التي تُستغل بها الأراضي الصالحة للزراعة في إنتاج مختلف أنواع المحاصيل. ويختلف هذا الاستخدام حسب نوع الزراعة السائدة في كل منطقة، والتي تتأثر بعوامل طبيعية وبشرية.
ثانيًا: تصنيف استخدام الأرض الزراعية حسب أسلوب الاستغلال
تم تصنيف الأراضي الزراعية إلى نوعين رئيسيين بناءً على أسلوب الاستغلال الزراعي، وهما:
1. الزراعة الكثيفة (المكثفة):
- التعريف:
هي الزراعة التي تُمارس في مناطق ذات كثافة سكانية مرتفعة، وتكون الأراضي الزراعية فيها محدودة، لذا يسعى المزارع إلى تحقيق أعلى إنتاجية ممكنة من وحدة المساحة، باستخدام وسائل وأساليب متطورة (مثل: الأسمدة، الآلات الزراعية، أصناف محسنة، الري المنتظم). - الخصائص:
- تعتمد على الأيدي العاملة الكثيفة.
- تستهلك كمية كبيرة من الأسمدة والمبيدات.
- تكثر في الدول التي تعاني من محدودية الأراضي الزراعية مثل الصين والهند.
- أمثلة:
تنتشر الزراعة الكثيفة في جنوب شرق آسيا، الصين، الهند، اليابان، حيث تُزرع الأراضي على مدار السنة للحصول على إنتاج غزير.
2. الزراعة الواسعة (الامتدادية):
- التعريف:
هي الزراعة التي تُمارس في المناطق ذات المساحات الواسعة من الأراضي وقلة عدد السكان، حيث تكون إنتاجية وحدة المساحة منخفضة، لكن الإنتاج الكلي يكون مرتفعًا بسبب المساحة الكبيرة المزروعة. - الخصائص:
- تعتمد على استخدام الآلات الحديثة بشكل كبير.
- تستهلك أقل كمية من الأيدي العاملة مقارنة بالزراعة الكثيفة.
- غالبًا ما تكون مخصصة لإنتاج محاصيل نقدية مثل الحنطة والذرة والشعير.
- أمثلة:
تنتشر الزراعة الواسعة في دول مثل الولايات المتحدة، كندا، أستراليا، روسيا، حيث تتم زراعة آلاف الهكتارات من المحاصيل.
ثالثًا: أنواع الزراعة حسب الدورة الزراعية
تشمل أساليب استخدام الأرض الزراعية حسب الدورة الزراعية أو نمط الزراعة المستخدم ما يلي:
1. الزراعة المستقرة:
- التعريف:
هي الزراعة التي يُمارسها المزارع بشكل دائم في نفس المكان وعلى مدى طويل، مع استخدام التقنيات الزراعية المختلفة للحفاظ على خصوبة التربة. - الخصائص:
- تُستخدم في الأراضي الخصبة.
- يتم فيها التوسع في زراعة الحبوب والخضروات والفواكه.
- من أكثر أشكال الزراعة شيوعًا في العالم.
- أماكن الانتشار:
تنتشر في أوروبا، أجزاء من آسيا، المناطق المروية في أفريقيا وأمريكا الجنوبية.
2. الزراعة المتنقلة:
- التعريف:
هي الزراعة التي تعتمد على التنقل من مكان إلى آخر بعد فترة قصيرة من الاستغلال، نتيجة استنفاد التربة لعناصرها المغذية. - الخصائص:
- غالبًا ما تُمارس في المناطق الحرجية المدارية.
- تُستخدم أدوات بدائية.
- تُترك الأرض فترة لتستعيد خصوبتها.
- أماكن الانتشار:
تُمارس في أجزاء من إفريقيا، جنوب شرق آسيا، وأمريكا الجنوبية.
رابعًا: العوامل المؤثرة في استخدام الأرض الزراعية
تنقسم العوامل المؤثرة إلى نوعين:
1. العوامل الطبيعية:
- المناخ (كمية الأمطار، درجات الحرارة).
- نوع التربة وخصائصها الكيميائية والفيزيائية.
- توفر المياه السطحية والجوفية.
- طبيعة السطح (الانحدار أو الاستواء).
2. العوامل البشرية:
- التقدم التكنولوجي في الزراعة.
- السياسات الحكومية والدعم الزراعي.
- وفرة الأيدي العاملة الزراعية.
- طرق النقل والتسويق الزراعي.
خامسًا: لماذا تتباين كميات المحاصيل الزراعية في العالم؟
السؤال الوزاري:
فسر: هناك تباين واضح في إنتاج المحاصيل الزراعية في العالم.
الجواب: يرجع هذا التباين إلى عدة عوامل، منها:
- اختلاف الظروف المناخية:
يؤثر توفر الأمطار ودرجات الحرارة على نوع المحاصيل وجودتها. فمثلًا:- الأرز: يُزرع بكثافة في الهند، الصين، أندونيسيا، والفيتنام بسبب وفرة المياه.
- الحنطة: تنتجها بكثرة أوكرانيا، روسيا، الولايات المتحدة، وكندا.
- الذرة: تنتجها الولايات المتحدة، البرازيل، الأرجنتين.
- زيت الزيتون: تشتهر به دول البحر المتوسط كإيطاليا وإسبانيا.
- مستوى التقدم التقني:
استخدام الآلات الحديثة والأسمدة والبذور المحسنة يرفع من إنتاجية المحاصيل كما في الدول المتقدمة. - الموقع الجغرافي والنقل:
قرب مناطق الإنتاج من الأسواق وسهولة النقل يزيد من جدوى الزراعة.
سادسًا: المحاصيل الصناعية
التعريف:
هي محاصيل تُزرع لغرض تحويلها صناعيًا إلى منتجات أخرى ذات قيمة اقتصادية، مثل القطن، قصب السكر، التبغ، والكتان.
مناطق الزراعة:
تنتشر زراعة هذه المحاصيل في المناطق المدارية وشبه المدارية.
أمثلة:
- قصب السكر: يُزرع في الهند والبرازيل، ويُستخدم في إنتاج السكر والإيثانول.
- القطن: يُزرع في مصر، الهند، أمريكا، ويستخدم في صناعة المنسوجات.
- الكتان: يُزرع في أوروبا لاستخدامه في صناعة الأقمشة والزيوت.
السؤال الوزاري:
أين تتركز زراعة المحاصيل الصناعية؟ ولماذا؟
الجواب: تتركز في المناطق المدارية وشبه المدارية نظرًا لارتفاع درجات الحرارة وطول موسم النمو ووفرة الأيدي العاملة الرخيصة، مما يساعد في إنتاج هذه المحاصيل بكميات كبيرة.
سابعًا: أهمية استخدام الأرض الزراعية
- توفير الغذاء للسكان.
- دعم الاقتصاد المحلي من خلال التصدير.
- خلق فرص عمل.
- تقوية العلاقات التجارية بين الدول.
- تحسين مستوى المعيشة للسكان الريفيين.
خاتمة
إن فهم أنماط استخدام الأراضي الزراعية يُعد من الأمور الحيوية في علم الجغرافيا، حيث يتيح تحليل الفروقات الزراعية بين الدول وربطها بالعوامل البيئية والبشرية. ويمثل هذا الموضوع قاعدة لفهم التوزيع الجغرافي للمحاصيل، مما يساعد الطلبة على التمييز بين أساليب الزراعة وأسباب تباينها بين مناطق العالم.