التوسع البريطاني والمصالح البريطانية في نهري دجلة والفرات – التأريخ للسادس الادبي

 

التوسع البريطاني والمصالح البريطانية في نهري دجلة والفرات

شهد العراق خلال القرن التاسع عشر اهتمامًا متزايدًا من قبل بريطانيا، خصوصًا مع رغبتها في ربط الخليج العربي بالبحر المتوسط لتسهيل تجارتها مع مستعمراتها، وخاصة الهند. وقد مثّل نهرا دجلة والفرات محورًا رئيسيًا لهذا المشروع التجاري والسياسي، مما جعل من العراق ساحة مهمة للاستكشاف والتنفيذ.

طريق رأس الرجاء الصالح وأهميته

قبل أن تفكر بريطانيا باستخدام الأنهار العراقية، كانت تعتمد على طريق “رأس الرجاء الصالح” لنقل البضائع من الهند إلى أوروبا. يمتد هذا الطريق من الهند إلى الخليج العربي، مرورًا بالعراق وبلاد الشام، وصولًا إلى البحر المتوسط ومنه إلى أوروبا. لكن مع طول المسافة وتعدد العقبات، بدأت بريطانيا بالتفكير في مسار بديل أكثر كفاءة وسرعة.

تأسيس شركة الهند الشرقية

لتنفيذ هذا المشروع التجاري، أنشأت بريطانيا “شركة الهند الشرقية”، وهي شركة بريطانية تولت مهمة تنظيم التجارة ونقل السلع والبضائع من وإلى الهند عبر الأراضي الواقعة تحت النفوذ العثماني، ومنها العراق.

فرنسيس رودن جسني ومسح نهر الفرات

تعريف وزاري:

فرنسيس رودن جسني: هو الضابط البحري الذي كلفه السفير البريطاني في إسطنبول عام 1830-1831 بإجراء رحلة مسح وتحري حول نهر الفرات، لبيان مدى صلاحيته لسير السفن البخارية.

بعد إكماله للمهمة، حمل خرائط النهر وتوجه إلى لندن، مؤكدًا في تقريره أن نهر الفرات:

  1. صالح لسير السفن البخارية.
  2. مهم للمواصلات بين البحر المتوسط والخليج العربي.
  3. يمثل خطًا استراتيجيًا ذا أهمية تجارية وعسكرية لبريطانيا.

فشل الرحلة وأسبابها

رغم التفاؤل المبدئي، واجهت البعثة مصاعب كثيرة. فعند تصنيع باخرتين هما: “دجلة” و”الفرات”، تم إنزالهما في النهر. وصلت باخرة “الفرات” إلى منطقة “بوشهر” في الخليج العربي، بينما غرقت “دجلة”، مما أدى إلى فشل المشروع.

سؤال وزاري:

ما أبرز أسباب فشل رحلة فرنسيس رودن جسني؟

  • غرق الباخرة “دجلة”.
  • مواجهة مصاعب تقنية وملاحية.
  • تغيّر موقف جسني، حيث صرّح لاحقًا بأن نهر الفرات غير صالح لسير السفن البخارية.

أعمال البعثة البريطانية لدراسة نهر الفرات

بعد جسني، أُرسلت بعثة بريطانية لدراسة النهر بشكل أوسع، وتضمنت أعمالها:

  1. دراسة خرائط نهر الفرات وجانبيه.
  2. التعرف على أحوال العشائر المحيطة بالنهر.
  3. تدوين معلومات مهمة عن سكان البلاد بحاضرهم وماضيهم.

سؤال وزاري:

ما هي أعمال البعثة البريطانية لدراسة مجرى نهر الفرات؟

  • دراسة خرائط النهر.
  • التعرف على أحوال العشائر.
  • تدوين معلومات عن السكان.

تأسيس شركة الملاحة “الأخوان لنچ”

تعريف وزاري:

شركة الأخوان لنچ: هي شركة الملاحة النهرية في نهر دجلة، تأسست عام 1840 وسُجلت في لندن باسم “الأخوان لنچ المحدودة”، وكانت تمتلك باخرتين، إحداهما تحمل اسم “دجلة”، والأخرى “لندن”.

فيلكس جونز وسلبي

تعريف وزاري:

فيلكس جونز: هو الرحالة البريطاني الذي اهتم بدراسة مجرى نهر دجلة عبر بغداد وضواحيها، وركّز على منطقتين أثريتين هما “بابل” و”نينوى”.

سلبي: هو الرحالة البريطاني الذي خلف فيلكس جونز، واهتم بدراسة مجرى نهر دجلة بين بغداد وسامراء.

أهمية هذا الموضوع

التوجه البريطاني نحو السيطرة على العراق لم يكن وليد الصدفة، بل كان نتيجة تخطيط طويل وبعثات استكشافية دقيقة هدفت إلى:

  • السيطرة على الممرات المائية.
  • استخدام الأنهار كمحاور للنقل العسكري والتجاري.
  • تثبيت النفوذ البريطاني في المنطقة عبر النفوذ التجاري والسياسي.

الخلاصة

يمثل مشروع الملاحة في نهري دجلة والفرات مثالًا حيًا على كيف أن المصالح الاقتصادية كانت المحرك الأساسي للتوسع البريطاني. بدأت بريطانيا برحلات استطلاعية، تبعتها بعثات رسمية، ثم محاولات تنفيذية فشلت جزئيًا، لكنها مهدت الطريق لسيطرة بريطانيا على العراق لاحقًا.