النسيج العضلي – الاحياء للصف السادس – محاضرة 11

 

 

💪 النسيج العضلي: المحرك الحيوي للجسم

مقدمة:

يتكون جسم الإنسان من عدة أنواع من الأنسجة، لكل منها وظيفة محددة، ومن بينها النسيج العضلي الذي يُعد المسؤول الأساسي عن الحركة في الجسم. لا يقتصر دوره على الحركة الإرادية فقط، بل يشمل أيضًا الحركات اللا إرادية مثل نبض القلب، وانقباض الأمعاء، وتقلص الأوعية الدموية.

النسيج العضلي يتميز بقدرته على الانقباض والانبساط، مما يجعله نسيجًا نشطًا وديناميكيًا. وتتجلى أهميته في كل حركة نقوم بها، سواء كانت حركة كبيرة كالمشي أو دقيقة كطرف العين.

النسيج العضلي
النسيج العضلي

🔬 تعريف النسيج العضلي:

النسيج العضلي هو نسيج يتكون من خلايا طويلة تُعرف باسم الألياف العضلية، لها القدرة على التقلص عند تحفيزها بواسطة إشارات عصبية أو كيميائية، مما يؤدي إلى توليد قوة تُستخدم للحركة.


🧫 أنواع النسيج العضلي:

ينقسم النسيج العضلي في الجسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية، تختلف في الشكل، وآلية العمل، وموقعها، وطبيعة تحكمها العصبي:


1. النسيج العضلي الهيكلي (Skeletal Muscle):

الخصائص:

  • يُسمى أيضًا “العضلات الإرادية” لأنه يخضع لتحكم الإنسان الواعي.
  • يُثبت بالعظام بواسطة الأوتار، ويساهم في تحريك الهيكل العظمي.
  • أليافه طويلة، متعددة الأنوية، مخططة (ذات مظهر مخطط تحت المجهر).

الوظيفة:

  • تحريك الأطراف والجسم.
  • الحفاظ على الوضعية والتوازن.
  • إنتاج الحرارة أثناء النشاط البدني.

التحكم:

يخضع لتحكم الجهاز العصبي الجسمي (Somatic Nervous System).


2. النسيج العضلي القلبي (Cardiac Muscle):

الخصائص:

  • يوجد فقط في جدران القلب.
  • أليافه مخططة مثل الهيكلي، لكنها أقصر، متفرعة، ومرتبطة ببعضها من خلال أقراص بينية (Intercalated Discs).
  • تعمل بشكل إيقاعي ومنتظم.

الوظيفة:

  • ضخ الدم في جميع أنحاء الجسم من خلال الانقباضات المنتظمة للقلب.

التحكم:

يعمل بشكل لا إرادي، ويُتحكم فيه عبر الجهاز العصبي الذاتي (Autonomic Nervous System)، إضافة إلى تنظيم داخلي بواسطة ناظم ضربات القلب (SA Node).


3. النسيج العضلي الملساء (Smooth Muscle):

الخصائص:

  • يوجد في جدران الأعضاء الداخلية مثل: الأمعاء، المثانة، الأوعية الدموية، الرحم.
  • أليافه غير مخططة، مغزلية الشكل، تحتوي على نواة واحدة فقط.

الوظيفة:

  • دفع الطعام عبر الجهاز الهضمي (الحركة التمعجية).
  • تنظيم قطر الأوعية الدموية.
  • التحكم في حجم المثانة والرحم.

التحكم:

يعمل أيضًا بشكل لا إرادي تحت إشراف الجهاز العصبي الذاتي.


🧬 تركيب الخلايا العضلية:

رغم الاختلاف بين الأنواع، تشترك الخلايا العضلية في بعض الخصائص العامة:

  • الساركوليما (Sarcolemma): الغشاء البلازمي للخلية العضلية.
  • الساركوبلازم (Sarcoplasm): السيتوبلازم داخل الخلية العضلية، يحتوي على الجليكوجين والميتوكوندريا.
  • المايوفيبرلز (Myofibrils): هياكل أسطوانية مسؤولة عن الانقباض، تحتوي على خيوط الأكتين والميوسين.
  • الوحدة الحركية: تتكون من عصبون حركي وجميع الألياف العضلية التي يعصبها.

⚙️ آلية الانقباض العضلي:

تُعد آلية الانقباض العضلي من العمليات الحيوية المعقدة، وتتم كالتالي:

  1. وصول الإشارة العصبية إلى الليف العضلي.
  2. تحرر أيونات الكالسيوم داخل الخلية.
  3. تتفاعل خيوط الأكتين والميوسين معًا، مما يؤدي إلى انزلاقها فوق بعضها.
  4. تؤدي هذه الحركة إلى تقصير الليف العضلي وحدوث الانقباض.
  5. عند توقف الإشارة العصبية، يعود الكالسيوم إلى أماكن تخزينه، وينبسط الليف العضلي.

هذه الآلية تحتاج إلى طاقة على شكل ATP، لذلك تحتوي الخلايا العضلية على عدد كبير من الميتوكوندريا.


🔄 التكيف والمرونة في النسيج العضلي:

العضلات تتكيف مع الاستخدام أو الإهمال:

  • التمارين الرياضية المنتظمة تزيد من قوة العضلات وحجمها (تضخم عضلي).
  • عدم استخدام العضلة أو الراحة الطويلة يؤدي إلى ضمورها (ضمور عضلي).
  • العضلات الملساء أكثر مرونة وقدرة على التجدد من العضلات الهيكلية والقلبية.

🧪 الفرق بين أنواع النسيج العضلي:

الخاصيةالهيكليالقلبيالملساء
التحكمإراديلا إراديلا إرادي
التخططموجودموجودغير موجود
عدد النوىمتعددةنواة واحدة أو نواتاننواة واحدة
الموقعالعضلات المرتبطة بالعظامالقلبالأعضاء الداخلية
التجددمحدودضعيف جدًاقوي نسبيًا

🛡️ أهمية النسيج العضلي في الجسم:

  1. الحركة: العضلات تحرّك الجسم من خلال انقباضها وانبساطها.
  2. الثبات والتوازن: عضلات الوضعية تحافظ على انتصاب الجسم.
  3. الحرارة: العضلات تنتج حرارة تُستخدم في تنظيم درجة حرارة الجسم.
  4. دور داخلي: مثل دفع الطعام أو تنظيم الدورة الدموية.
  5. الحماية: العضلات تحمي الأعضاء الداخلية من الصدمات.

🧠 خاتمة:

النسيج العضلي ليس مجرد مكوّن للجسم، بل هو مصدر الحركة والطاقة والحياة. بفضل تنوعه وتكيفه، يُؤدي وظائف متعددة في الجسم تتراوح بين الإرادية والمعقدة، مثل الجري والكتابة، واللا إرادية مثل التنفس والهضم. ومن خلال الفهم العميق لتركيبه وآلية عمله، ندرك مدى روعة هذا النظام المتكامل الذي يعمل بتناغم لا مثيل له.