التوسع العثماني في البلاد العربية – سليم الاول

 

🟢 مقدمة الفصل الثاني: التوسع العثماني في البلاد العربية

بدأ التوسع العثماني في العالم العربي في بدايات القرن السادس عشر الميلادي، وتحديدًا بعد أن استلم السلطان سليم الأول الحكم سنة 1512م. اعتمدت الدولة العثمانية في توسعها على ثلاث معارك رئيسية، شكّلت نقاطًا مفصلية ساعدت في بسط النفوذ العثماني على مناطق واسعة من البلاد العربية، وهي:

  1. معركة جالديران ضد الصفويين.
  2. معركة مرج دابق ضد المماليك في الشام.
  3. معركة الريدانية ضد المماليك في مصر.

قبل الخوض في هذه المعارك، من المهم أن نفهم السياق التاريخي الذي سبقها.


🟡 الخلفية التاريخية: نشأة الدولة العثمانية وسقوط القسطنطينية

  • الدولة العثمانية بدأت من قبيلة قايي، وهي قبيلة تركية نزحت من أواسط آسيا واستقرت في منطقة الأناضول.
  • مؤسس الدولة الحقيقي هو عثمان بن أرطغرل، ومنه جاءت تسمية الدولة بـ “العثمانية”.
  • توسعت الدولة تدريجيًا، إلى أن وصلت إلى فتح القسطنطينية عام 1453م على يد السلطان محمد الفاتح.
  • القسطنطينية كانت عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، وسُميت بعد الفتح العثماني بـ إسلامبول (أي دار الإسلام).

تعريف وزاري:
عام 1453م هو العام الذي سقطت فيه مدينة القسطنطينية (عاصمة الروم البيزنطيين) على يد الدولة العثمانية، وسميت بعد ذلك بـ إسلامبول أو دار السلام.


🔵 أسباب التوجه العثماني نحو البلاد العربية

رغم أن الدولة العثمانية سيطرت على القسطنطينية، فإنها لم تتوسع غربًا كما هو متوقع، بل توجهت شرقًا وجنوبًا نحو البلاد العربية. ما الأسباب؟

  1. ظهور الدولة الصفوية في بلاد فارس، والتي شكلت تهديدًا مباشرًا للعثمانيين.
  2. ازدياد النفوذ الأوروبي في الخليج العربي، خاصةً البرتغاليين والإسبان، مما أثار قلق العثمانيين على أمنهم ومكانتهم في المنطقة الإسلامية.

⚔️ المعارك الثلاث الكبرى في عهد سليم الأول

1. معركة جالديران (1514م)

  • أطرافها: الدولة العثمانية بقيادة سليم الأول × الدولة الصفوية بقيادة إسماعيل الصفوي.
  • السبب: رغبة العثمانيين في إيقاف التوسع الصفوي الذي بدأ يشكل خطرًا على الدولة العثمانية.
  • نتائجها:
    • انتصار العثمانيين.
    • احتلال مدينة تبريز (عاصمة الدولة الصفوية).
    • شكلت المعركة بداية انطلاقة الدولة العثمانية نحو البلاد العربية.

تعريف وزاري – معركة جالديران:
معركة وقعت عام 1514م بين العثمانيين بقيادة سليم الأول والصفويين بقيادة إسماعيل الصفوي، انتصر فيها العثمانيون واحتلوا تبريز.


2. معركة مرج دابق (1516م)

  • الموقع: قرب حلب في بلاد الشام.
  • الأطراف: العثمانيون × المماليك.
  • النتائج:
    • انتصار العثمانيين.
    • احتلال بلاد الشام (سوريا، لبنان، فلسطين، الأردن).
    • مقتل السلطان المملوكي.
    • بداية نهاية حكم المماليك في الشام.

نتيجة مهمة: ساعدت هذه المعركة على فتح الطريق أمام العثمانيين للوصول إلى مصر، مما مهّد الطريق لمعركة الريدانية.


3. معركة الريدانية (1517م)

  • الموقع: مصر.
  • الأطراف: العثمانيون بقيادة سليم الأول × المماليك بقيادة طومان باي.
  • النتائج:
    • انتصار العثمانيين ودخولهم القاهرة.
    • مقتل طومان باي (آخر سلطان مملوكي).
    • القضاء الكامل على دولة المماليك في مصر.
    • ضم مصر رسميًا إلى الدولة العثمانية.

تعريف وزاري – معركة الريدانية:
معركة وقعت سنة 1517م بين العثمانيين بقيادة سليم الأول والمماليك بقيادة طومان باي، انتهت بانتصار العثمانيين ودخولهم القاهرة.


🏰 إمارة ذو القدر

  • إمارة صغيرة تركمانية تقع على طريق الجيوش العثمانية المتجهة لمحاربة الصفويين.
  • عاصمتها: مرعش.
  • السبب الظاهري لاحتلالها: اتهامها بعرقلة سير الجيش العثماني ومساعدة الصفويين.
  • الهدف الحقيقي: رغبة العثمانيين في توسيع رقعة أراضيهم.

🏛️ ديوان الباشا في مصر

  • ما هو؟: جهاز إداري أنشأه سليم الأول بعد دخول مصر لتنظيم شؤون الحكم.
  • مهمته: مساعدة الوالي العثماني في إدارة البلاد (إدارية – عسكرية).
  • سبب إنشاء الديوان:
    1. التعرف على أحوال البلاد.
    2. تنظيم شؤون الدولة في مصر.
    3. الاستفادة من خبرة بعض المماليك السابقين الكبار في السن.

تعليل وزاري:
بقي السلطان سليم الأول عدة شهور في مصر بعد معركة الريدانية، لأنه أراد إدارة شؤون البلاد، وتنظيمها إداريًا وعسكريًا، والاستفادة من خبرة بعض المماليك.


🟣 خلاصة وتسلسل الأحداث

السنةالحدثالنتيجة
1453سقوط القسطنطينيةبداية الدولة العثمانية الفعلية – إسلامبول
1512تولي سليم الأول الحكمبداية العهد التوسعي
1514معركة جالديرانهزيمة الصفويين – احتلال تبريز
1516معركة مرج دابقاحتلال بلاد الشام – القضاء على المماليك
1517معركة الريدانيةاحتلال القاهرة – مقتل طومان باي