أسلوب الدعاء في اللغة العربية – للصف الخامس الإعدادي (علمي وأدبي)

نُكمل سلسلة دروس أساليب الطلب، بعد أن تناولنا في المحاضرات السابقة أسلوبي الأمر والنهي. اليوم ننتقل إلى أسلوب جديد وهو الدعاء، وسنتعرّف على معناه، وصيغه، وكيفية استخراجه، وصياغته في الامتحانات.

تعريف الدعاء:

الدعاء: هو طلب الاستجابة من المدعو، وغالبًا يكون الدعاء موجّهًا إلى الله سبحانه وتعالى.
فإذا كان المتكلم أقل رتبة من المخاطَب (كما هو الحال بين العبد وربه)، وكان الخطاب طلبًا، فإنه يسمى دعاءً، سواء أكان بأسلوب الأمر أو النهي أو غيرهما.

السؤال المتوقع في الامتحان:

استخرج أسلوب الدعاء من النص، وبيّن صيغته.

صيغ أسلوب الدعاء:

✅ الصيغة الأولى: الأمر أو النهي إذا كان من الأدنى إلى الأعلى

إذا استُخدم أسلوب الأمر أو النهي، وكان الكلام موجهًا من الأدنى منزلة إلى الأعلى (مثال: من الإنسان إلى الله)، فإننا نسميه دعاء.

🔹 أمثلة من القرآن الكريم:

• قال تعالى: “اجعلنا مسلمين لك”
  ➤ أسلوب دعاء بصيغة فعل الأمر (اجعلنا).
• قال تعالى: “اغفر لي ذنبي ويسر لي أمري”
  ➤ أفعال أمر موجهة إلى الله، إذًا أسلوب دعاء.
• قال تعالى: “ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا”
  ➤ لا الناهية دخلت على الفعل المضارع، إذًا أسلوب نهي صيغته دعاء.

✅ الصيغة الثانية: “لا” الداخلة على الفعل الماضي

عندما تدخل “لا” النافية غير العاملة على الفعل الماضي، فإنها تفيد الدعاء، بشرط أن يكون السياق يدل على الطلب من الله.

🔹 أمثلة:

• لا وفّق الله الظالم
  ➤ “لا” دخلت على “وفّق” (فعل ماضٍ)، والعبارة دعاء على الظالم.
• لا راعاه الله – لا سدّده الله
  ➤ أفعال ماضية سبقتها “لا”، تُعبّر عن دعاء بالسلب.
• قال الشاعر: “لا بارك الله بعد العرض بالمال”
  ➤ “لا” + فعل ماضٍ (بارك) = دعاء.

✅ الصيغة الثالثة: “لا” الداخلة على المصادر المنصوبة

عند دخول “لا” على مصدر منصوب (مثل: مرحبًا، أهلاً، حبًّا، كرامةً، سُقيا، رعيًا)، فإنها تُفيد الدعاء.

🔹 أمثلة:

• لا مرحبًا به – لا أهلاً به
  ➤ أسلوب دعاء، المصدر المنصوب يُعرب مفعولاً مطلقًا لفعل محذوف.
• قال الشاعر:
  “لا مرحبًا بغدٍ ولا أهلاً به”
  ➤ يُعبّر عن الحزن أو الكره ليوم الغد، إذًا دعاء سلبي.

💡 ملاحظة:

كل مصدر منصوب مسبوق بـ”لا” النافية في سياق الدعاء يُعرب:

• مفعول مطلق منصوب لفعل محذوف تقديره “أدعو” أو “أطلب”.

✅ الصيغة الرابعة: الجملة الفعلية التي تتضمن فعلاً وفاعلاً

حين تبدأ الجملة بالفعل، وتكون موجهة إلى الله أو تحتوي على معاني الترحّم، المدح، أو الدعاء، فإنها تعتبر أسلوب دعاء.

🔹 أمثلة:

• أيّده الله – حفظه الله – رضي الله عنه – نصره الله – رحمه الله – بارك الله فيك
  ➤ جميعها جمل فعلية تتكوّن من:
  • فعل ماضٍ
  • مفعول به (ضمير)
  • فاعل (لفظ الجلالة “الله”)

📌 الإعراب النموذجي:

• “أيده الله”:
  • أيد: فعل ماضٍ
  • هاء الضمير: مفعول به أول
  • الله: فاعل مرفوع

✅ الصيغة الخامسة: الجملة الاسمية

في بعض الحالات، يكون الدعاء بصيغة جملة اسمية تتكوّن من مبتدأ + خبر، وتُعبّر عن التمنّي بالخير أو الدعاء.

🔹 أمثلة:

• عيدكم مبارك – أيامكم سعيدة – حج مبرور – سعي مشكور – ذنب مغفور – عليه السلام – عليكم السلام

💡 ملاحظات إعرابية:

• “عيدكم مبارك”:
  • عيدكم: مبتدأ مرفوع
  • مبارك: خبر مرفوع
• “عليه السلام”:
  • عليه: جار ومجرور متعلق بالخبر
  • السلام: مبتدأ

تلخيص صيغ الدعاء:

أسئلة تدريبية وأجوبتها:

س1: ما المقصود بالدعاء؟
ج: هو طلب الاستجابة من الله سبحانه وتعالى، ويُوجّه من الأدنى رتبة إلى الأعلى.

س2: ما هي صيغ الدعاء التي قد ترد في الامتحان؟
ج:

1. صيغة الأمر
2. صيغة النهي
3. لا + فعل ماضٍ
4. لا + مصدر منصوب
5. الجملة الفعلية
6. الجملة الاسمية

س3: أعرب الجملة: “لا مرحبًا به”؟
ج:

• لا: نافية غير عاملة
• مرحبًا: مفعول مطلق منصوب لفعل محذوف
• به: جار ومجرور متعلق بـ”مرحبًا”

س4: هل “بارك الله فيك” دعاء؟ وما صيغته؟
ج: نعم، دعاء. صيغته جملة فعلية (فعل + فاعل + جار ومجرور).

خاتمة:

بهذا نكون قد استعرضنا أسلوب الدعاء بكل صِيَغه الممكنة التي قد ترد في النصوص والامتحانات، مع أمثلة من القرآن الكريم والشعر العربي، بالإضافة إلى إعرابات مفصلة. تأكد من فهم السياق جيدًا عند استخراج أسلوب الدعاء من النصوص.