الانسجة – أحياء السادس الاعدادي – الدرس 1
الأنسجة في علم الأحياء
في علم الأحياء، يُطلق مصطلح النسيج على مجموعة من الخلايا المتشابهة في التركيب والوظيفة، تعمل معًا لأداء مهمة معينة داخل الكائن الحي. الأنسجة تمثل مستوى تنظيميًا مهمًا بين الخلايا والأعضاء. يتم تنظيم الخلايا ضمن هذه الأنسجة بشكل منسق، ما يمنح الكائن الحي القدرة على القيام بوظائفه الحيوية بكفاءة.
تنقسم الأنسجة إلى نوعين رئيسيين حسب نوع الكائن الحي:
- أنسجة نباتية.
- أنسجة حيوانية (ومن ضمنها الإنسان).
أولًا: الأنسجة في النبات
تتكون النباتات من نوعين أساسيين من الأنسجة:
1. الأنسجة المرستيمية (المولدة)
هي الأنسجة المسؤولة عن نمو النبات، وتتميز بخلايا صغيرة الحجم، رقيقة الجدار، وكثيرة الأنوية، وتحتفظ بقدرتها على الانقسام مدى الحياة.
تنقسم إلى ثلاثة أنواع حسب موقعها:
- المرستيم القمي: يوجد في قمم الجذور والسيقان، مسؤول عن النمو الطولي.
- المرستيم الجانبي: مسؤول عن النمو العرضي أو الثخانة، مثل الكامبيوم.
- المرستيم البيني: يقع بين الأنسجة الدائمة، ويساعد في نمو بعض أجزاء النبات مثل أوراق العشب.
2. الأنسجة الدائمة
وهي الأنسجة التي فقدت قدرتها على الانقسام بعد التمايز. توجد في جميع أجزاء النبات الناضجة، وتنقسم إلى:
أ- الأنسجة البسيطة (تتكون من نوع واحد من الخلايا):
- البرنشيمي:
- خلاياها حية، رقيقة الجدر.
- تقوم بعملية البناء الضوئي، التخزين، والإفراز.
- توجد في جميع أجزاء النبات، خاصة الأوراق والثمار.
- الكولنشيمي:
- خلاياها حية، ذات جدر غير منتظمة السمك.
- توفر دعامة مرنة لأجزاء النبات النامية مثل السيقان الصغيرة.
- الاسكلرنشيمي:
- خلاياها ميتة عند النضج، جدرها سميكة ومتخشبة.
- توفر دعمًا قويًا للنباتات.
- منها الألياف والصلبة (الخلايا الحجرية في الكمثرى مثلًا).
ب- الأنسجة المركبة (تتكون من أكثر من نوع من الخلايا):
- الخشب:
- ينقل الماء والأملاح المعدنية من الجذور إلى باقي أجزاء النبات.
- يتكون من خلايا مثل الأوعية الخشبية، القصيبات، وألياف الخشب.
- خلاياه ميتة غالبًا.
- اللحاء:
- ينقل الغذاء الناتج عن البناء الضوئي من الأوراق إلى باقي الأجزاء.
- يحتوي على خلايا غربالية، خلايا مرافقة، وألياف لحائية.
- خلاياه حية (ما عدا الألياف).
ثانيًا: الأنسجة في الحيوان والإنسان
تنقسم الأنسجة الحيوانية إلى أربعة أنواع رئيسية، كل منها يؤدي وظائف مختلفة تدعم حياة الكائن الحي:
1. النسيج الطلائي (الظهاري)
يغطي أسطح الجسم الداخلية والخارجية، كالبشرة وبطانة الأمعاء والأوعية الدموية.
أنواعه حسب الشكل:
- طلائي بسيط (صف واحد من الخلايا).
- طلائي طبقي (عدة طبقات).
- طلائي عمادي، مكعب، حرشفي، وغيرها.
وظائفه:
- الحماية (مثل الجلد).
- الامتصاص (مثل الأمعاء الدقيقة).
- الإفراز (مثل الغدد).
- الإحساس (في أطراف الأعصاب).
2. النسيج الضام
هو أكثر الأنسجة تنوعًا، ويربط بين الأنسجة الأخرى ويدعمها ويغذيها.
أنواعه:
- نسيج ضام رخو: يوجد تحت الجلد وبين الأعضاء.
- نسيج ضام كثيف: مثل الأوتار والأربطة.
- الدم: يُعد نسيجًا ضامًا سائلًا.
- العظام: نسيج ضام صلب.
- الغضاريف: نسيج ضام مرن.
- النسيج الدهني: يخزن الطاقة ويوفر عزلًا حراريًا.
وظائفه:
- الربط والدعم.
- التخزين (دهون).
- الحماية (عظام).
- النقل (دم).
3. النسيج العضلي
يُكوّن العضلات، وهو المسؤول عن حركة الجسم.
أنواعه:
- عضلات هيكلية: إرادية، ترتبط بالعظام.
- عضلات ملساء: لا إرادية، توجد في الأمعاء، الأوعية.
- عضلات قلبية: توجد في القلب فقط، لا إرادية وتتميز بانقباضات إيقاعية قوية.
4. النسيج العصبي
يتكون من خلايا عصبية (نيورونات) تنقل الإشارات الكهربائية، وخلايا دبقية تدعم وتحمي الخلايا العصبية.
الوظائف:
- استقبال المنبهات.
- نقل الإشارات إلى الدماغ والحبل الشوكي.
- تنظيم الاستجابات الحركية.
أهمية الأنسجة
تلعب الأنسجة دورًا أساسيًا في:
- تنظيم وظائف الأعضاء.
- النمو والتكاثر.
- التكيف مع البيئة.
- إصلاح التلف والتجديد.

الخاتمة
فهم الأنسجة هو أساس مهم في دراسة الكائنات الحية. فكل نسيج، سواء في النباتات أو الحيوانات، يتكون من خلايا متخصصة تتعاون لتؤدي وظائف حيوية مختلفة. وقدرة الكائن الحي على النمو، التغذية، الحركة، الاستجابة، والبقاء تعتمد بشكل كبير على كفاءة هذه الأنسجة وتكامل عملها. كما أن دراسة الأنسجة تُعد مدخلًا لفهم تركيب الأعضاء والأجهزة المختلفة، وبالتالي تشخيص الأمراض ومعرفة آليات العلاج.