المادة بين الخلوية (المادة البينية) في النسيج الضام – الدرس 8

المادة بين الخلوية (المادة البينية) في النسيج الضام

تعريف:

المادة بين الخلوية، وتُعرف أيضًا بـ”المادة البينية” (Intercellular substance أو Extracellular Matrix – ECM)، هي المكون غير الخلوي الذي يملأ الفراغات بين خلايا النسيج الضام. وهي التي تمنح النسيج خصائصه الفيزيائية والكيميائية، مثل الصلابة، المرونة، القدرة على النقل، والدعم.

مكونات المادة بين الخلوية:

تتكون المادة بين الخلوية من عنصرين رئيسيين:

1. الألياف (Fibers):

وقد تحدثنا عنها مسبقًا، وتشمل:

• ألياف الكولاجين: للمتانة والقوة.
• الألياف المرنة: للمرونة والتمدد.
• الألياف الشبكية: لتشكيل شبكات داعمة.

2. المادة الأساسية (Ground Substance):

وهي مادة شبه هلامية (جيلية) غير خلوية تملأ الفراغ بين الألياف والخلايا، وتتكون من:

‌أ. الماء:

المكون الأساسي، ويساعد في تسهيل حركة المواد والمواد الغذائية.

‌ب. جليكوز أمينوجليكان (GAGs):

وهي سكريات معقدة تمتص الماء وتشكل هلامًا، مثل:

• حمض الهيالورونيك (Hyaluronic acid)
• كوندرويتين سلفات (Chondroitin sulfate)
• كيراتان سلفات (Keratan sulfate)

‌ج. البروتينات السكرية اللاصقة (Adhesive Glycoproteins):

مثل:

• فيبرونكتين (Fibronectin) ولامينين (Laminin)
  تربط بين الخلايا والألياف، وتساعد على تثبيت الخلايا في مكانها.

وظائف المادة بين الخلوية:

1. الدعم البنيوي:
   تُشكّل إطارًا قويًا يدعم الخلايا ويحافظ على شكل النسيج.
2. المرونة والصلابة:
   تعطي النسيج خاصيته الفيزيائية بحسب مكوناته (صلب في العظام، مرن في الغضاريف).
3. نقل المواد:
   تعمل كوسط ناقل للأكسجين والمواد الغذائية والفضلات بين الشعيرات الدموية والخلايا.
4. التثبيت:
   تُثبّت الخلايا في مكانها من خلال البروتينات اللاصقة.
5. الدفاع:
   تشكل حاجزًا أمام المواد الغريبة، وبعض مكوناتها لها خصائص مضادة للميكروبات.
6. التجدد والإصلاح:
   تلعب دورًا في التئام الجروح من خلال إشاراتها الكيميائية التي تجذب الخلايا اللازمة للإصلاح.

أمثلة على اختلاف المادة بين الخلوية في الأنسجة:

خاتمة:

تلعب المادة بين الخلوية دورًا أساسيًا في تحديد خصائص ووظائف النسيج الضام. فهي ليست مجرد مادة مالئة، بل تُعد بيئة نشطة تنظم سلوك الخلايا، وتنقل الإشارات، وتشارك في الدفاع والتجدد. يختلف تركيبها من نسيج لآخر، مما يجعلها عنصرًا مرنًا ومتكيفًا مع احتياجات الجسم.