حركات التحرر – انتفاضة النجف ضد الاحتلال البريطاني – التاريخ

انتفاضة النجف ضد الاحتلال البريطاني

في إطار دراسة الفصل الثالث من مادة التاريخ للصف السادس الأدبي، ننتقل اليوم إلى موضوع مهم يمس الوجدان الوطني، وهو: حركات التحرر الوطني ضد الاحتلال البريطاني، وبالتحديد: انتفاضة النجف الأشرف.

خلفية تاريخية

بعد الاحتلال البريطاني للعراق عام 1914، بدأت القوات البريطانية بالتوسع داخل البلاد، فاحتلت البصرة، ثم العمارة والناصرية، ثم مدينة الكوت، حتى وصلت إلى بغداد عام 1917، وفي العام التالي 1918 أصبحت جميع الأراضي العراقية تحت السيطرة البريطانية.

ورغم هذا الاحتلال، لم يقف الشعب العراقي مكتوف الأيدي، بل بدأت حركات التحرر تتصاعد للمطالبة بالاستقلال الوطني، وكان من أبرز هذه الحركات: انتفاضة النجف الأشرف.


تعريفات وزارية مهمة:

  • حميد خان: هو الحاكم السياسي البريطاني لمدينة النجف الذي عُيّن عام 1917، وكان أحد الأسباب الرئيسة التي دفعت أهل النجف إلى الثورة ضد الاحتلال.
  • الجنرال مارشال: هو الحاكم السياسي الذي خلف حميد خان في النجف، وقد قُتل على يد الثوار بقيادة الحاج نجم البقال.
  • الحاج نجم البقال: من أبرز خصوم الاحتلال البريطاني في النجف، وهو من خطط وقاد الهجوم على مقر مارشال.
  • خان عطية: المكان الذي اتخذه الجنرال مارشال مقرًا له وتمت فيه عملية اغتياله على يد الثوار.
  • جمعية النهضة الإسلامية: جمعية إسلامية يقودها السيد محمد علي بحر العلوم، دعت إلى حمل السلاح وتحرير العراق من الاحتلال البريطاني.
  • أرثر جيمس بالفور: الحاكم السياسي الذي عُيِّن بعد مقتل مارشال، فرض حصارًا على مدينة النجف عقب توتر الأوضاع فيها.

تسلسل الأحداث في انتفاضة النجف:

  1. الفراغ الإداري: كانت النجف تحكم نفسها من عام 1915 إلى 1917، بسبب خصوصيتها الدينية وانشغال العثمانيين بالتصدي للاحتلال البريطاني.
  2. تعيين حميد خان: بعد سيطرة البريطانيين على النجف، تم تعيين حميد خان كحاكم سياسي، والذي كان سببًا في تهيئة الناس للثورة.
  3. مجيء مارشال ومقتله: بعد حميد خان، جاء الجنرال مارشال، الذي تم اغتياله على يد الحاج نجم البقال في مقر إقامته بـ”خان عطية”.
  4. تعيين أرثر جيمس بالفور: بعد مقتل مارشال، تم تعيين بالفور الذي حاول تهدئة الأوضاع، لكنه فشل بعد مقتل اثنين من أفراد شرطته، فهرب إلى الكوفة.
  5. فرض الحصار على النجف: عاد بالفور لاحقًا وفرض حصارًا شديدًا على مدينة النجف لردع سكانها.

التعليل الوزاري:

سبب هروب بالفور إلى الكوفة:

بسبب مقتل شرطيين من أفراد شرطته على يد أعضاء جمعية النهضة الإسلامية.


الأسئلة الوزارية المهمة:

1. ما هي شروط أرثر جيمس بالفور لرفع الحصار عن النجف؟

  • تسليم القتلة ومن معهم لينالوا جزاءهم.
  • دفع غرامة ألف بندقية و50 روبية عن كل من له يد في الانتفاضة.
  • تسليم 100 شخص من المحلات الثائرة في النجف بصفتهم أسرى حرب.

2. ما هي نتائج الحصار على النجف؟

  • اضطر الأهالي إلى شرب المياه المالحة من الآبار.
  • ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
  • وفاة عدد من السكان، خصوصًا من الفقراء، بسبب الأمراض.
  • اتباع البريطانيين سياسة “فرق تسد”.
  • تراجع بعض الثوار عن مواقفهم (حالات خيانة).

3. ناقش سياسة “فرق تسد” التي اتبعها البريطانيون أثناء الحصار:

قام البريطانيون بالتقرب من بعض رؤساء العشائر باستخدام الترهيب (التهديد بالقتل) والترغيب (المنح والامتيازات)، وقدموا لهم الرشاوى من أجل إضعاف وحدة الصف الثوري، كما بثّوا التفرقة بين الأهالي والثوار، ومنعوا وصول المواد الغذائية للمدينة، ولم تتمكن العشائر المجاورة من تقديم المساعدة.


أهمية جمعية النهضة الإسلامية:

  • جمعية إسلامية وطنية تأسست في النجف.
  • دعت إلى حمل السلاح ضد الاحتلال.
  • ترأسها السيد محمد علي بحر العلوم.
  • لعبت دورًا بارزًا في تنظيم التظاهرات والمقاومة.

خلاصة:

انتفاضة النجف واحدة من أبرز صور المقاومة العراقية ضد الاحتلال البريطاني. قادها رجال شجعان مثل الحاج نجم البقال، وساهمت فيها شخصيات وطنية بارزة. ورغم القمع والحصار وسياسة التفرقة، كانت هذه الانتفاضة دليلًا على الروح الوطنية لأبناء النجف، وكانت مقدمة لما تلاها من ثورات أكبر مثل ثورة العشرين.

يجب على الطالب استيعاب التسلسل الزمني للأحداث، وحفظ التعاريف، وفهم الأسئلة الوزارية المهمة التي قد ترد في الامتحانات الوزارية.